التأكيد على ضرورة التعاون على كافة المستويات وبين جميع فئات المجتمع بهدف التعامل بكفاءة مع ظاهرة تغير المناخ

banner

شرم الشيخ، مصر، 12 نوفمبر 2022م: خلال اليوم الثاني من منتدى مبادرة السعودية الخضراء المقام على هامش الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب 27)، اجتمع خبراء المناخ للتأكيد على ضرورة التعاون على كافة المستويات وبين جميع فئات المجتمع بهدف التعامل بكفاءة مع ظاهرة تغير المناخ.

وفي تعليقه على المبادرات المناخية السعودية ونهج المملكة للتعاون مع بقية الدول في هذا الإطار، قال معالي عادل الجبير، المبعوث السعودي لشؤون المناخ: "كوكب الأرض هو موطن البشر جميعاً، وندك تماماً أن ما يحدث في جزء ما من العالم سيؤثر على الجميع. إن ظاهرة التغير المناخي لا تعترف بأي حدود أو جنس أو دين، لذلك لا بدّ أن نساهم جميعاً في التصدي لها. تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر دولة مصدّرة للنفط عالمياً، لذلك علينا تحمل مسؤولياتنا ولعب دور ريادي في هذا الصدد".

كما سلط معالي الجبير الضوء على دور مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في تحفيز العمل المناخي في المنطقة. وكانت قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- في عام 2021م، قد انطلقت مجدداً في نسختها الثانية يوم الإثنين 7 نوفمبر بالتزامن مع انعقاد مؤتمر (كوب 27)، بمشاركة واسعة من قبل 24 من كبار القادة الإقليميين والدوليين بهدف الاتفاق على خارطة طريق مشتركة تساعد على الوصول إلى مستقبل أخضر للجميع.

وأضاف معالي الجبير: "نهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط، وقد أعلن سمو ولي العهد عن تقديم تمويل بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم أنشطة المبادرة وضمان التعامل بالشكل الأمثل مع مشاكل التصحر وزراعة الأشجار بهدف خفض الانبعاثات الكربونية. وقمنا كذلك بإطلاق صناديق تمويل معنية بالأمن الغذائي ومساعدة الدول على المضي في رحلة الانتقال الأخضر من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون. نحن نطمح لأن نقدّم نموذجاً يحتذى به عالمياً في كل ما نفعله. نؤمن تماماً بأن هذه الأهداف قابلة للتحقيق، ونحن عازمون على تحقيقها".

من جهته، أكد نايجل توبينج، ممثل الأمم المتحدة رفيع المستوى لمؤتمر كوب 26، بأننا لم نصل بعد إلى نقطة اللاعودة، حيث قال: "لا تسمحوا لأي شخص بإقناعكم أن هدف 1.5 درجة مئوية غير قابل للتحقيق. يجب ألا نفقد الثقة بقدراتنا وبقدرة الأسواق على إحداث تغيير سريع. وهذا ما يحدث فعلاً في مختلف القطاعات".

ولتسليط الضوء على هذه النقطة، قال توبينج: "كان الوقود المستدام المستخدم في الطائرات يشكل نسبة 0.01% في عام 2000م، واليوم نستهدف معاً الوصول إلى نسبة 10%. أي ما يعادل نمواً بنسبة 1000% بحلول عام 2030م. لقد تحققت هذه المعدلات الكبيرة من النمو بفضل انخفاض تكاليف إنتاج الوقود النظيف، وهي عملية اقتصادية يمكننا توقّع نتائجها بدقة كبيرة".

واختتم قائلاً: "إن جميع التوقعات التي تشير إلى استحالة تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية بعيدة عن أي منطق اقتصادي، فهي تنظر إلى السياسات المتبعة اليوم وتفترض بأنها لن تتغير في المستقبل وكأن الناس سيتوقفون فجأة عن تطوير سياسات جديدة. وبطبيعة الحال، الشركات الهندسية الرائدة والبلدان التي تمتلك مهارات هندسية قوية وقدرة على اتخاذ قرارات جريئة، مثل المملكة العربية السعودية، قادرة على التعلم بسرعة. وأعتقد أن العالم أجمع يمضي على نفس النهج حالياً".

وأضافت سعادة السفيرة باتريسيا اسبينوزا، الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة ون بوينت فايف: "أعتقد أننا حققنا تقدماً كبيراً في مجال تزويد العالم بالأدوات اللازمة لتحقيق هذه التحولات الجذرية. وبطبيعة الحال، ساهم ذلك في تطوير نماذج العمل والأدوات الضرورية لمواكبة التطورات الجارية".

وأضافت سعادة اسبينوزا: "عندما ننظر إلى الدور الذي تلعبه مؤتمرات مثل كوب 27، نجد أنها قدمت دفعة مهمة جداً لريادة العمل المناخي، ليس فقط على صعيد الحكومات وإنما على صعيد ريادة الأعمال والمجتمع المدني، لكن تحقي التحوّل المنشود لا يتم بالحوار فقط، ومن الضروري توفير منصة تتيح للقادة الاتفاق على آليات التعاون المناسبة لتعزيز العمل على أرض الواقع".

وعند سؤال سعادتها عن السبل الكفيلة بضمان تفعيل مشاركة الجميع في إيجاد حلول للتحديات العالمية، أجابت سعادة اسبينوزا: "أعتقد أن هذا هو الهدف من تنظيم مؤتمرات مثل كوب 27، حيث نشهد مشاركة واسعة من أعلى المستويات الحكومية. ويوجه حضور رؤساء الدول والحكومات رسالة واضحة إلى عزمهم على تحقيق الأهداف المناخية".

واختتم معالي الجبير بالقول: "إن إحراز تقدم في العمل المناخي هو ضرورة حتمية، وإلا سنواجه مخاطر كبيرة ومدمّرة. وتلتزم المملكة العربية السعودية بقيادة هذه الجهود. هناك ارتباط واضح بين العديد من المشاكل التي تواجه العالم اليوم وظاهرة تغيّر المناخ، سواء على صعيد أزمة الغذاء أو شحّ المياه. وعادةً ما تتحوّل مثل هذه الأزمات إلى مصادر للنزاعات، لذلك علينا ألا ندّخر جهداً في محاربتها لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة".

للاطلاع على آخر مستجدات مبادراتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر

newsletter

هل أنت مهتم بالجهود المبذولة لتحقيق أهداف مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر؟ ابقَ على اطلاع دائم بجميع مبادراتنا وابتكاراتنا فور حدوثها، واشترك في نشرتنا الإخبارية لتصلك أحدث أخبار مبادرة السعودية الخضراء مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان تقديم أفضل تجربة ممكنة في تصفّح موقعنا. إن الضغط على "قبول ملفات تعريف الارتباط" أو الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط. لمعرفة المزيد حول كيفية جمع ملفات تعريف الارتباط واستخدامها، يرجى قراءة سياستنا الخاصة بملفات تعريف الارتباط.